الموضوع : لغة القرآن .. حروفٌ حية
الكاتب : خالد بن عايض الأسمري
اليوم : الأحد
التاريخ : 1 / 3 / 1434 هـ
مختصر الموضوع :
يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 31 ) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 32 ) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ( 33 ) } سورة البقرة .. من هم هؤلاء الذين أنبأ آدم عليه السلام الملائكة بأسمائهم .. ولماذا كانت معرفة أسمائهم حجة عِلم لله على الملائكة ؛ كل ذلك وتساؤلات أخرى يجب أن نتدارسها لنعرف جوانب العلم الخفي في قرآننا العربي المبين ، والصلاة السلام على نبي الهدى والرحمة للناس أجمعين محمد بن عبدالله الهاشمي القرشي الأمين والحمد لله رب العالمين

تاريخ إضافة الفيديو : الأربعاء 1434.08.10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي إليه لو لم يهدينا سبحانه وتعالى إليه ..
أحبتي في الله فبحمدٍ وبفضلٍ من الحكيم الخبير سبحانه وتعالى وبعد أن وفقنا فيما سبق من الأيام للوصول إلى حقيقة أن اللغة العربية مقدسة عند رب السماوات والارض وأن حروفها مخلوقات حية وأنه سبحانه وتعالى أحتج بهم وبأسمائهم على الملائكة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .. فهاهو سبحانه وتعالى يرسل لنا آية ملموسة نراها بأعيننا ونلمسها بأيادينا .. وبمعجزةٍ حقيقية ، حيث قامت إحدى مخلوقات الله جل في علاه بفطرتها التي فطرها الله عليها :: النحل ::
لتكتب بحروف اللغة العربية كلمتان أولهما أسم الجلاله المقدس ( الله ) ثم في الكلمة الثانية تثبت عبوديتها له سبحانه من خلال كلمة ( ربي )
فكيف لحشرةٍ صغيرةٍ لا يتعدى مخها بضعة أجزاءٍ من الملي مترات بأن تقوم بهذه المعجزه لو لم يكن الله هاديها .
إن في ذلك لعبرةً لأولي الألباب .
هذه المعجزة العظيمة أثبتت بدلالة قطعية على صحة ما هدانا الله سبحانه وتعالى إليه منذ بضع سنوات وقمنا بنشره هاهنا منذ بضعة أشهر بأن اللغة العربية هي لغة الله المقدسة وهي لغة الملائكة والملأ الأعلى ، وبأن حروفها ليست مجرد أصواتٌ تخرج من الأفواه ..بل هي مخلوقات حية وقد حاج الله سبحانه بأسمائها في قوله سبحانه وتعالى : -( أنبئوني بأسماء هؤلاء )
نحمد الله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ، الهادي إلى سواء السبيل
والآن أحبتي في الله أدعكم مع الموضوع ولنا لقاء قريب إن شاء الله في إضافاتٌ أخرى ومزيداً من التفكر والتدبر بإذن الله تعالى ..
أخوكم في الله
خالد بن عايض الأسمري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي علم الإنسان مالم يعلم, وصل اللهم على من بعث رحمة مهداة للعالمين.. أما بعد
سؤال .. لماذا اختار الله اللغة العربية بالذات ليكون منهج خطابه ( جل جلاله ) لكل من على ظهر البسيطة.. فقال جل من قائل عليم ( ۩ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ۩ )
فلماذا اللغة العربية بالذات .. لماذا لم ينزل باللغة العبرية أو الآشورية أو اللاتينية أو الصينية .
يدّعي اليهود أن اللغة العربية هي اللغة المنشقّة من اللغة العبرية . فما صحة ذلك .. ؟؟
إن القرآن الكريم هو الخطاب الإلاهي الوحيد الذي خاطب به الله عز وجل عبادة البشر بخطابٍ مباشر ؛ فصحف ابراهيم وموسى وإنجيل عيسى وجميع الكتب الأولى هي كلام الله ولكنها ليست بخطابِ الله المباشر للناس ، إذ خاطب الله تعلى ما خاطب منها لنبيه موسى عليه السلام بخطاب مباشر ، ومنها ما أوحى الله تعالى به على أنبيائه ورسله ، فكتبها من كتبها ثم حُرِّفت وبدّل الأقوام ما أوحى الله جل جلاله إلى رسلهم .. فتبدلت الشرائع واختلت الموازين ...
أما القرآن الكريم فقد جاء وحياً ، أنزله الله على نبيّ أميّ ألا وهو محمد صلى الله عليه وسلم فحفظه كما جاء ثم تلاه على الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين كما نزل ووضع بالمصاحف كما ألقاه صلى الله عليه وسلم . فقال جل من قائلٍ كريم( ۩ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( 9 ) ) ۩ )سورة الحجر
وقال تعالى مطمئناً لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سبحانه قد أولى هذا القرآن عنايته ( ۩ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ( ) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ( ) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ( ) ۩ ) سورة القيامة ..
السؤال هنا هو لم كل هذه العناية فيختار الله عز وجل رجل أميّا ..؟ ويبعث إليه بملك كريم ( جبريل عليه السلام ) الموصوف من قبل الله بقوله تعالى ( ۩ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ۩ ) التكوير ..
ليقرأ عليه كتاب ربه إملاء في صدره صلى الله عليه وسلم ، فلم يترك الجليل سبحانه أيّ فرصة لمداخلة أو مشاركة من أيّ من خلقه سواء المُرسل إليه أو المُرسل به وأقصد هنا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته المُرسل إليهم بهذا الكتاب باللغة العربية ، والمُرسل به جبريل عليه السلام , ثم جاء الحقّ المبين سبحانه فيقول ( ۩ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( 9 ) ۩ ) سورة الحجر
إنّه إهتمام إلاهي عظيم بهذه الرسالة .. القرآن الكريم .. رسالته سبحانه وتعالى إلينا نحن البشر .. إن هذا ليبعث على التأني في التدبر في هذا الأمر العظيم ( يختار الله سبحانه وتعالى لهذه الرسالة الأفضل من كل شيء .. فاختار محمد صلى الله عليه وسلم كأفضل خلقه من البشر ، وجعله أميّا لا يقرأ ولا يكتب .. واختار جل في علاه جبريل كأفضل خلقه من الملأ الأعلى .. واختار أمّة محمد كأفضل أمّة بين الأمم ، واختار جل في علاه اللغة العربية من بين لغات الدنيا لغات الإنس والجنّ والحيوانات والجمادات وما الله به أعلم منّا . كأفضل لغة تحمل القرآن الكريم خطاب سبحانه للبشر ) اللغة العربية بالذّات .. فلماذا هي بالذّات دون غيرها ..؟
ماذا يميّز اللغة العربية عمّا سواها من بقية اللغات .. ؟

( ۩ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( 9 ) ۩)سورة الحجر
إنه اهتمام إلاهي عظيم بهذه الرساله ( القرآن الكريم ) رسالته سبحانه وتعالى إلينا نحن البشر ..
إن هذا لبيعث على التأني في التدبر في هذا الامر العظيم ( يختار الله سبحانه وتعالى لعذه الرساله الأفضل من كل شيء .. فاختار محمد صلى الله عليه وسلم كأفضل خلقه من البشر ، جعله أمياً لايقرأ ولايكتب .. واختار جل في علاه جبريل كأفضل خلقه من الملاء الأعلى .. واختار أمة محمد كأفضل أمة من بين الأمم ، وأختار جل في علاه اللغة العربية من بين لغات الدنيا الأنس والجنس والحيوانات والجمادات وما الله أعلم به منا . كأفضل لغة تحمل القرآن الكريم خطاب الله جل في علاه للبشر )
اللغة العربية بالذات .. فلماذا هي بالذات دون غيرها ..؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه القديم ، والصلاة على الهادي الرحيم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وعلى كافة أنبياء الله ورسله أجمعين ... أما بعد
فإن الله عز وجل وهو أحكم الحاكمين سبحانه لم يترك في الأمر خللاً أو منفذاً للشيطان أو للنفس الأمارة بالسوء بأن ينفذ إلى رسالته المرسلة إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقد اختار من بين مالا يمكن لعقل أن يتخيل عدد ولا حتى بالخيال ، من الملائكة عليهم الصلاة والسلام أجمعين ؛ إختار جبريل .. وهو الموصوف بأمرين أساسيين هما ( القوة والأمانة ) وهما كل ما يحتاجه الأمر لكي يقوم بتوصيل هذا الكنز العظيم من رب الأكوان إلى بني الإنسان ( القرآن الكريم ) رسالة الخالق سبحانه وتعالى ، إذ قال جل في علاه في وصف جبريل عليه السلام ( ۩ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (20) ۩) سور التكوير .
وبذلك تم تأمين طريق الرسالة من مصدرها ، الله عز وجل إلى المختار من بني آدم فكان الوسيط بين الله سبحانه وتعالى والمختار من بني آدم ؛ ملكٌ موصوفٌ بالقوة فلا يستطيع أحد من خلق الله التطفل عليه و محاولة أخذ ما يحمل من أمانة بين يديه . والتلميح في ذلك للجن والشياطين خصوصاً ولأي من خلق الله بشكل عام ...
يتبين لنا هنا مدى الاهتمام الإلهي باختيار الرسول الذي سيحمل رسالته جل في علاه إلى خلقه من بني آدم ، غير أن الوضع يختلف إختلافاً كلياً بحسب الحال ( أي عند اختيار رسول من بني آدم ليكون حلقة الوصل بين العالم الغيبي والعالم الشاهد فنرى أن الله عز وجل قد حدد للمصطفى المختار من أبناء آدم صفات محدده لن تجد لها مثيل في غيره ، فأول ذلك أن الله سبحانه وتعالى جعل لهذا المصطفى وهجاً ونوراً ساطعاً في وجه أبيه عبدالله بن عبد المطلب ( رحمه الله ) وقد بقي هذا الوهج منيراً في وجهه حتى تزوج من أم الرسول ؛ السيدة آمنة بنت وهب ( رحمها الله ) ، وهذا يدل على أنه قد قُـدّرَ له أن يكون الرسول المختار من بني آدم قبل أن يتكون ويصير جنيناً في مستقره الثاني بجوف أمه ( رحمها الله ) .
وثاني ذلك أن الله عز وجل أنشأه يتيماً فقد مات والده عبدالله بن عبدالمطلب قبل ولادته وذلك ليبعده عن أي تأثير للوالدين فيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، وَيُنَصِّرَانِهِ ، وَيُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ سورة الروم آية 30 الْآيَةَ " . وبذلك بقي صلى الله عليه وسلم نقياً على فطرته التي فطره الله عليها ، فأبعده عن مجتمع الشرك الذي كان في قومه حيث قضى فترة طفولته في قبيلة بني سعد ( قبيله من البدو وتقع على الطريق المتجه من مكه إلى المدينة المنورة ،، وقد حقق هذا المكان ياقوت الحموي في كتابه ( معجم البلدان )) وهذه الفترة من الطفولة وهي الفترة الحرجة التي يكون فيها تاثير الوالدين على الإنسان قوية .
قال تعالى( ۩ ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ۩) سورة القلم
إن المولى سبحانه وتعالى قد وصف عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، المصطفى من بني آدم ليحمل أعظم أمانه ( الرسالة المقدسة ) بأنه على خلق عظيم ، وكلمة عظيم هنا أتت في موضع لايصح إلا لهذا الموضع . فلو قلنا لوصف أي أحدٍ من البشر ، أي أحدٍ غير رسول الله فلن تجد أن المعنى سيستقيم فلا يمكن وصف الخُلُق بالعَظَمَة إنما يقال فلان رجلٌ خلوق ، أو فلان ذو خلق ٍ جميل ، أو فلان ذو حلقٍ رائع ، وهذا في حالات التفضيل فقط . أي تقال للإنسان الذي يتمتع بأخلاق عاليه لا يصل إليها أحدٌ في مجتمعه .. ولكن أن يوصف إنسان بأن خُلُقَه عظيم فهذه صفة لا يستقيم بها المعنى إلا إن كان القائل هو الله عز وجل وكان الموصوف بها مخلوق لا تشوب أخلاقه أي شائبة مهما كانت صغيرة . خصوصاً إن أدركنا أن عرب الجزيرة العربية تميزوا عن بقية الأمم السابقه واللاحقة بأنهم كانوا يتسابقون إلى علو المكانة في الأخلاق فتجدهم أجود الناس كرماً وأشجع الناس بطولةً وأكثرهم نخوةً وتجدهم أصدق الناس حديثاً وهم أأمن الناس على حاجات الناس وفي ذلكتجد تنافسهم بينهم عظيم لنيل أعلى مراتب الشرف وقد وصل هوسهم بنقاء الشرف من الشوائب لدرجة أنهم يئدون بناتهم أحياءً في التراب خوف من أن يمس شرف أحدهم بأدنى ماس .. فكانت قبائل العرب أعلى الأمم مكانة وكانت قريش أعلى مرات الشرف بين قبائل العرب ثم جاء بنوا هاشم في أعلى مراتب الشرف في قريش ( ولا زالوا يسمون بهذا الفظل إلى اليوم فيقال عنهم " الأشراف " ) ثم جاء بنوا عبد المطلب في أعلى مراتب الشرف في بنوا هاشم ومن ثم أتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كالنجم في السماء في علو الشرف الأخلاقي ، الأمر الذي جاء معه وصف الله جل في علاه لأخلاقه صلى الله عليه وسلم بالعظمة وأي شرف أعظم من أن يمتدح الحكيم الخبير سبحانه وتعالى أخلاق أحداً من البشر إلا أن يكون هذا الشريف عظيم بكل ماتحمله الكلمة من معنى . وهذه بالتحديد الصفات التي يجب توفرها في من سيحمل عبْ نقل الرسالة المقدسة من العالم الغيبي إلى العالم الشاهد . من هنا ندرك مدى الأهمية التي أولاها الحكيم الخبير سبحانه وتعالى برسالته ومن يحملها إلينا ، فهذا جبريل عليه السلام إختاره الله عز وجل من أعلى قائمة الملائكة وهذا محمد جاء به من أعلى قائمة بني آدم . لم يبقى لنا إلا أن ندرك لماذا اختار الله عز وجل اللغة العربية بالذات لتحمل هذا الخطاب الإلهي المقدس دوناً عن جميع لغات الخلق في الارض .. فبرغم وجود هذا العدد المهول جداً من اللغات التي لايمكن حصرها ؛ فقد اختار الله جل في علاه اللغة العربية بالذات لتكون أشرف لغة لأشرف الناس ومن ثم لغةً تحمل الرسالة المقدسة بكل اقتدار .
إن الصفات التي تتمتع بها اللغة العربية ليست لسواها .. فليس الصورة في المرآة سوى إنعكاسٌ صوري لاحياة فيه لمخلوقٍ حي .
** ملاحظه :-
لقد كذب اليهود على الله وعلى الناس عندما ادعوا بأن اللغة العربية هي لغة منشقه من اللغة العبرية فقد جاء تكذيبهم من الله رب العالمين عندما نسب اللغة العربية لنفسه سبحانه بقوله الكريم ( ۩كَلِمَاتِ رَبِّي۩ ) في الآية الكريمة ( ۩ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ( 109 ) ۩ ) الكهف

ليس في جميع لغات الكون الدنيوي ما لـهذه .. اللغة العربية من خصائص ، فبرغم أنها كلغة تتكون كغيرها من بقية اللغات من حروف إلا أن لهؤلاء الحروف صفات تجعل ما سواهم صورة انعكاس لها كصورة الحي في المرآة وأول تلك الخصائص أن لحروفها أسماء متفردة تميز كل حرفٍ عن غيره فيشارك هؤلاء الحروف في خاصية النمط الصوتي النغمي جميع حروف لغات الدنيا إلا أن ليس لشيْ من تلك الحروف ما لحروف اللغة العربية من أسماء تعريف كأسماء حروف اللغة العربية وهي :-
( الألف والباء والتاء والثاء والجيم والحاء والخاء والدال والذال والراء والزاء والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء ) ، فنجد أن كل اسم من تلك الأسماء يتكون من ثلاثة أحرف وهذا أصل المصادر التي تُعاد الأسماء والأفعال والصفات المُرَكّبَة إليه ، وهو ( المصدر الثلاثي ) مثال الأسماء :- محمد = مصدره حَمْدٌ ومعنى الحَمْد هو الثناء والشكر ، قال تعالى ( الحمد لله رب العالمين ) الفاتحة .. أما مثال الأفعال :- الصَارِم = مصدره صَرَمَ أي قطع إلى نصفين .. ومثال الصفات الفاروق = فَرَقَ اي باعد بين نصفين لشيءٍ ما ...
كما وأن لهذه الحروف أيضاً ترتيب نمطي تبعاً للصوت المنطوق به وهي( أ ، ب ، ج ، د ، هـ ، و ، ز ، ح ، ط ، ي ، ك ، ل ، م ، ن ، س ، ع ، ف ، ص ، ق ، ر ، ش ، ت ، ث ، خ ، ذ ،ض ، ظ ، غ ) ، ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ )
...
سؤال / بماذا يفيد هذا التميز ..؟ وما معناه ..؟
- أن الجواب على هذا السؤال يمهد لنا الطريق إلى قول الله سبحانه وتعالى ( ۩ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( 31 ) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 32 ) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ( 33 ) ۩) سورة البقرة
سنأخذ من الآيات السابقة أربع كلمات نتفحصها جيداً لنقيس من خلالها صحة الإجابة على السؤال المطروح ..
1) . قوله سبحانه وتعالى ( عرضهم )
2) . وقوله سبحانه وتعالى ( هؤلاء )
3) . وقوله سبحانه وتعالى ( أنبئهم )
4) . وقوله سبحانه وتعالى ( بأسمائهم )
* إن العامل المشترك في هذه الكلمات الأربع هو الضمير .. ففي الكلمة الأولى ( ضمير الغائب هم ) وفي الكلمة الثانية ( اسم إشارة ) و في الكلمة الثالثة والرابعة أيضاً ( ضمير الغائب ) .
* الضمير في الكلمة الثالثه عائد على الملائكة حيث يقول الله لآدم .. يا آدم أنبهم ( أي أنبيء الملائكة بأسماء هؤلاء الذين عرضتهم عليهم سابقاً ولم يعرفوا أسمائهم ).
* دلالة الضمير الغائب في الكلمات التالية ( أنبئهم ... وعرضهم وبأسمائهم ) أن المقصود فئة حيةٌ عاقلة .
* إن كلمة هؤلاء تطلق على الفئة بين العشرون والثلاثون من الناس وهي تطلق على العاقل . فلا نقول هؤلاء الجمال بل نقول هذه الجمال .
إن لحروف اللغة العربية تصنيف أُسَري على النحو التالي :-
- أخٌ شقيق وأخٌ غير شقيق وأبناء عمومه . إذ أن الأخوة الألف والهمزة ( اء ) هم ( باء وتاء وثاء وحاء وخاء وراء وزاء وطاء وظاء وفاء وهاء وياء ) . وهي عائلة الألف همزه . وينسب إليهم أبناء عمومتهم من الأشقاء ( دال و ذال ) . ( صاد و ضاد ) ( قاف و كاف ) و ( لام ) و ( واو ) . كما وينسب إلى ( اللام ) أخٌ غير شقيق وهو ( الميم ) . وينسب إلى الشقيقين ( قاف و كاف ) ( الألف ) وهو أخٌ غير شقيق ( وهذه العائلة عائلة ملكية ) فحرف الألف يعتبر ملك الحروف جميعها لسببين الأول أنه يأتي في أول الترتيبين الأسمي للحروف والأبجدي وكأن بقية الحروف تنسب إليه كانتساب الرعية للراعي . وثاني السببين أنه يتفرد عن غيره بالانتصاب والاستقامه فلا تجد له في أي خط من الخطوط حالة يمتد فيها بشكل أفقي مثل الكاف مثلاً ( ك =كـ ) .

