top of page

الموضوع: براءةٌ إلى الله من الربا

الكاتب   : خالد بن عايض الأسمري

اليوم     : الجمعة

التاريخ: 13 / 11 / 1436هـ

مختصر الموضوع :

 هل أنت رَجل وتحسب نفسك بين الأجناس انسان ...؟ فكيف ترضى أن تدخل مصيدة ( المُرابي ) سواء كان هذا المُرابي بنكاً أو شخصاً أو مؤسسةً ، وكأنك جرذ أو فأر صغير أستدرج حتى وقع في الفخ ، هل هانت عليك نفسك لدرجة أنك رضيت أن تٌوردها موارد الذُل والهوان في الدنيا ، والخزي والعار ( أمام خلق الله ) يوم العرض والحساب ، والعذاب في النار يوم القيامة . 

إن البنوك ومن يعمل عملها من المرابين الذين يلصقون أوراقهم على الصرافات ، والذين ينشرون دعاياتهم على مواقع التويتر والفيس بوك والواتس أب .. كل أولئك ينصبون لك مصيدة كمصيدة الفئران ، فهل ترضى لنفسك أن تكون فأراً في أفواههم ..؟ فإن رضيت فبماذا بعت نفسك لهم ؟ هل بعتها بغالي أم بحفنة من ألوف ؟ .. ثم إلى أين مصيرك ( هوان في الدنيا وهوان في القبر والبرزخ وهوان يوم العرض وهوان في النار ) 

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 

photo

بسم الله الرحمن الرحيم

 

:: الربا - حرب الله المٌعْلَنة ::


الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن الربا من الذنوب التي لا يخفى خطرها على أحد، وهذا تذكير بشيء مما ورد في ذلك..


الربا من الموبقات
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجتنبوا السبع الموبقات». قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات» رواه البخاري ومسلم.

وكل من قارف شيئا من معاملة الربا فهو ملعون
واللعن: هو الطرد من رحمة الله.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: «هم سواء» رواه مسلم وغيره.


والربا أشد شرً من الزنا
عن عبد الله بن حنظلة -غسيل الملائكة¬- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد من ستة وثلاثين زنية» رواه أحمد والطبراني في الكبير.
وروى أحمد بإسناد جيد عن كعب الأحبار قال: "لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل درهم ربا يعلم الله أني أكلته حين أكلته ربا».
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أمر الربا وعظَّم شأنه وقال:
«إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم» رواه ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغيبة والبيهقي.

ويُجَلّي لنا نبينا صلى الله عليه وسلم حقيقة الربا في هذا الحديث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«الربا ثلاث وسبعون بابا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه» رواه الحاكم، وقال صحيح على شرط البخاري ومسلم.


والربا ينزل معه عذاب الله
قال الله تعالى: {يمحق الله الربا}
هذه الآية فيها تأويلان، أحدهما: يمحق الله أهله، ويستأصل شأفتهم، ويقصم ظهرهم.
وقال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[البقرة/278، 279].
وليس في الإسلام جريمة جاء فيها هذا الوعيد سوى الربا.
ومعنى الآية: فإن لم ترتدعوا عما نهاكم الله عنه فاستيقنوا بحرب من الله ورسوله.
وثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما ظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله» رواه أبو يعلى بإسناد جيد.


والمرابي يعامله الله بنقيض قصده وذهاب بركة ماله
قال الله: {يمحق الله الربا} ففيها قولان كما مرَّ معنا، قيل: يذهب به، وقيل: بأهله.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة» رواه ابن ماجه والحاكم. وفي لفظ له: «الربا وإن كثر فإن عاقبته إلى قلة».


آكلو الربا متوعدون بالمسخ
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده ليبيتن أناس من أمتي على أشر وبطر ولعب ولهو، فيصبحوا قردة وخنازير؛ باستحلالهم المحارم، واتخاذهم القينات، وشربهم الخمر، وبأكلهم الربا، ولبسهم الحرير» رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده.


فما حال المرابين في برزخهم؟
يجيبك نبيك صلى الله عليه وسلم.
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم، وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت ما هذا الذي رأيته في النهر؟ قيل: آكل الربا» رواه البخاري.
وإنما كان عذابه بنهر الدم لأنه غُذِّي بالحرام ونبيت منه لحمه ودمه وشحمه، وإنما عُذِّب بالحجارة لأنه أدخل إلى جوفه ما يضره ولا ينفعه في الدنيا فعوقب بما هذا شأنه في الآخرة.



وأما حاله في المحشر
فقد قال الله: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة/275]
الذين يتعاملون بالربا -وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون


والربا ذنب لا يغفر
ثبت عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياك والذنوب التي لا تغفر؛ الغلول، فمن غل شيئا أتي به يوم القيامة، وآكل الربا، فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا يتخبط» ثم قرأ: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} رواه الطبراني.


والربا كفر بالله
قال الله تعالى: {وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وقال سبحانه بعد ذكر الرّبا: {وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} أي: كفّارٍ باستحلال الرّبا، أثيمٍ فاجرٍ بأكل الرّبا.


والمرابي خالدٌ في النار
قال تعالى : {وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.



 وبعد ذلك كله 


هل لازلت ترغب في المراباة ..؟ هل تود أن تخلد في النار تحترق بلظاها إلى أبد الآبدين ..؟ هل يحتمل جسمك ذلك ..؟ 




{ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  }  




هاقد اتتك الموعظة من ربك سَخّرني بها لك .. فهل انت منتهي او عائد ؟ 


{  وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ  }.


 

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وعلى كافة أنبيائك ورسلك أجمعين ، والحمد لله رب العالمين.

 

photo

تعليق وحوار

bottom of page